في حوار خاص لـ “عقارك نيوز”، كشف المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، عن حجم الطموح الاستثماري الذي يسعى الصندوق لتحقيقه بالتنسيق مع القيادة السياسية والجهات الحكومية. صديق وضع خريطة طريق واضحة لجهود الصندوق في حصر وتصنيف الأصول غير المستغلة، وتحديد موعد الإعلان عن التحالفات الفائزة بإدارة هذه الأصول، مؤكداً أن حجم الأعمال الإجمالي المخطط تنفيذه حتى عام 2030 يتجاوز التريليون جنيه (ألف مليار جنيه).
أشار المهندس خالد صديق إلى أن حجم المحفظة المستهدف حالياً يصل إلى 30 مليوناً، موضحاً أن الخطوات الاستثمارية الحالية تتم بتكليف مباشر من القيادة السياسية لحصر وتصنيف الفرص الاستثمارية، وتحديداً الفرص الإسلامية المتاحة. ويجري العمل حالياً على تحديد الأصول المملوكة للدولة والتي يمكن البدء بالعمل عليها فوراً ودراسة أفضل سبل لاستغلالها الأمثل.
وأوضح صديق أن عملية الحصر تتركز على الأصول التي لا تُستخدم بالشكل الأمثل، ضارباً المثل بقطع الأراضي الكبيرة غير المستغلة على نهر النيل، أو المباني الضخمة والقديمة التي لا تستغل كامل إمكاناتها، مثل المتحف الجيولوجي الذي يمكن تحويله إلى فندق كبير بينما يعمل به عدد محدود من الموظفين حالياً.
أفاد رئيس صندوق التنمية الحضرية بأنه تم الانتهاء من جزء كبير من عملية الحصر، والصندوق حالياً في مرحلة التقييم لهذه الأصول، مشدداً على أن عملية التقييم ضرورية لأنها تمنح المستثمر معرفة بالقيمة الحقيقية للأصل قبل الدخول في أي صفقة. ويهدف الحصر إلى معرفة الأصول التي يمكن نقلها أو تغيير استخدامها والاستعاضة عنها بأصل بديل إذا لزم الأمر، مثل محطات الصرف الصحي وغيرها.
وكشف صديق عن أن الصندوق يعمل حالياً على أراضٍ محددة، وهي أرض في المنصورة وأخرى في طنطا، ومن المخطط البدء في أراضٍ أخرى بعد ذلك. وأشار إلى وجود تفاهم حالي مع وزارة المالية بخصوص الأراضي التي سيتم استخدامها في الزراعة الاستثمارية، رغم عدم وجود دولة مُساندة لطرح الصفقات حالياً بشكل مباشر.
وفيما يتعلق بطرح الإدارة لشركات القطاع الخاص، أكد صديق أن الصندوق بدأ بالفعل في تجميع العروض من الشركات المهتمة بالإدارة، وتم تشكيل لجنة بالتعاون مع المحافظة لاختيار العرض الأنسب لإدارة الأرض. ووصل عدد التحالفات المهتمة بالتقدم إلى أكثر من أربعة أو خمسة تحالفات، وهو عدد يفوق التوقعات، متوقعاً حسم الاختيار خلال شهرين على الأكثر.
وكشف صديق عن الطبيعة الدولية لهذه التحالفات، موضحاً أن كل تحالف يتضمن عنصرًا مصريًا قوياً بالإضافة إلى عناصر أجنبية، مؤكداً أن لا يوجد تحالف مصري بالكامل متقدم للمنافسة النهائية. وأفاد بأن أغلب التحالفات الأجنبية هي من منطقة الخليج العربي، وتحديداً من الإمارات والسعودية. وتضم الكيانات المصرية المشاركة أسماء بارزة مثل حسن علام والسويدي، وأوراسكوم، وكامل أبو علي، بالإضافة إلى مشاركة تحالف يضم العاصمة الإدارية وحسن علام.
وتوقع صديق أن يتم الإعلان عن نتائج المفاوضات النهائية واختيار التحالف الفائز خلال شهر تقريباً، مشيراً إلى أن التأخير البسيط يرجع إلى بعض الاستفسارات التي قدمتها التحالفات، بالإضافة إلى اهتمام الصندوق مؤخراً بموضوع المهرجان.
وبالانتقال إلى حجم الأعمال، أكد المهندس خالد صديق أن حجم الأعمال المُستهدف تنفيذه يجاوز تريليون جنيه (1000 مليار جنيه)، لكنه نوه إلى أن هذا التنفيذ مُخطط له على المدى الطويل حتى عام 2030 وليس في الفترة الحالية.
وأوضح صديق أن هذا الرقم الضخم مستمد من عدة مشاريع كبرى، فمبادرة الـ 500 ألف وحدة سكنية وحدها تكلفتها لا تقل عن 700 مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروع المناطق غير المخططة الذي يتجاوز الـ 300 مليار جنيه، ومشاريع أخرى بقيمة 13 مليار جنيه.
واختتم صديق تصريحاته بالإشارة إلى أن نتائج هذه الجهود بدأت في الظهور، مثل مهرجان “الفسطاط” الذي أقيم مؤخراً، والعمل في المتحف المصري الكبير، مؤكداً أن مصر تعمل حالياً على تنفيذ “الأفضل في العالم” في كل شيء. وأفاد بأن المهرجان الحالي هو بمثابة “افتتاح مبدئي” (Soft Opening)، تمهيداً للافتتاح الرسمي والنهائي المتوقع إن شاء الله في النصف الأول من عام 2026.
وختاماً، أكد صديق أن الأصول التي يتم طرحها هي في مرحلة “التقليد” (أي الترتيب للدراسة والإدارة والاستغلال)، وليست مملوكة للصندوق بشكل حصري.














